المشاكل الحسية التي تجعل الطفل يرفض الطعام

من الحيل التي نستخدمها مع الأطفال أننا نضع الطعام الذي لا يحبه الطفل في وسط الأكل الذى يفضله، بعضهم لا ينتبهون لكن المعظم ينتبه ويكتشف الخدعة وبالتالي يرفض الأكل فالأفضل ألا نفعل هذا لأن هناك سبب وجيه يجلعهم يرفضون هذا النوع من الطعام.
حواس الطفل الخمسة (التذوق- الشم- اللمس- السمع- البصر) تتحكم بصورة كبيرة في تقبل الطفل لنوعيات الطعام سواء أكان هذه الحواس تعمل بصورة زائدة أو صورة أقل من الطبيعي وهؤلاء يمثلون تقريبا 30-50% من الأطفال وهذه نسبة ليست بالقليلة.
هذا الموضوع لن يتحسن بالوقت بالعكس يستمر معه للكبر فلابد من التدخل، إليكم بعض الأمثلة:
حاسة التذوق:
الأطفال الذين لديهم حاسة التذوق حساسة جدًا يفضلون أكل نوع واحد من الطعام، بدون أي إضافات مثل زبادي، مكرونة، عصير، بسكويت، خبز، توست
وقد يكره غسيل الأسنان خوفًا من أن يتقيأ أو يصيبه شعور بالقئ.
هؤلاء الأطفال يستفيدون من مضغ اللبان الغير مُحلى ومن تمارين لتنبيه الشفاة وسقف الحلق قبيل تناول الطعام وتقليل حدة النكهات في الأكل.
أما الأطفال الذين لديهم ضعف في حاسة التذوق من الممكن أن يضع كل أنواع الأكل فى فمه وحتى إنه ممكن يحاول أن يأكل ملابسه أو إصبعه هؤلاء نحرص علي تقديم الأكل ذو النكهات القوية مثل الليمون، الكارى، والحار.
حاسة الشم:
بالنسبة لحاسة الشم فيوجد نوع من الأطفال حساس جدًا لنكهات معينة من الأطعمة وحتى فى جالة تناول الأدوية يكون من الصعب جدًا عليه تناولها… تصيبهم بعض الروائح بالغثيان والقئ وهؤلاء نحاول أن نجعلهم يشاركونا في تحضير الطعام لكي يقل احساس القيئ لديهم تدريجيًا ولا مانع في هذه الحالة أن نلجأ لمشاهدة أفلام الكارتون لإلهاء الطفل أثناء وقت الطعام كفترة مؤقتة.
أما الأطفال الأقل حساسيًة للشم يفضلون شم الأكل قبل تناوله وهؤلاء يفضلون الأطعمة ذات النكهات القوية مثل الحار والحامض والتوابل.
حاسة اللمس:
حاسة اللمس أكثر حاسة تؤثر فى جعل الطفل يحب أنواع معينة من الطعام أو يرفض تجربة أنواع أخرى.. الأطفال أصحاب الحساسية الزائدة في حاسة اللمس يفضلون الأكل الغير مختلط بأكل آخر مثل البطاطس، المكرونة بدون صوص، قطع الدجاج بدون إضافات، لبن، شيكولاتة .
هذا النوع من الأطفال يتجنب لمس الأكل بيده ومن الممكن إن وجد نوع من الطعام لايحبه فى طبقه يأخذه خارج طبقه بملعقة.. وفي حالة استعمل ملعقته في نقل هذا الطعام فإنه يغسلها مكان هذا الطعام الذي لا يحبه.. ويضع أكله المفضل فقط أمامه ليأكله.
هؤلاء يستفيدون من شرب القليل من العصير البارد أو تناول قدر صغير من المثلجات قبل تناول الطعام.
أما إذا كانت حاسة اللمس أقل حساسية نجد بقايا الأكل حول فمه بكثرة ونجده كثيرًا ما يخزن الأكل بفمه.. ومن الممكن أيضًا أن يكون أنواع الأكل كلها فى نظره لا اختلاف فيها فيمكن أن يأكل بكثرة ويصاب بالسمنة.
في هذه الحالة يجب عمل تمارين لتنبيه عضلات الشفاه والوجن (الخد) واللسان قبل تناول الطعام واعطاؤهم مقرمشات ما بين الوجبات.
حاسة السمع:
الأطفال الحساسة جدًا لحاسة السمع يفقدون تركيزهم أثناء تناول الطعام بسبب صوت التلفاز مثلًا أو إذا رن جرس الباب أو جرس التليفون أو أي ضوضاء من أي نوع فيجب توفير البيئة الملائمة بأقل ضوضاء.
أما إذا كان الطفل أقل حساسية لحاسة السمع فإنه يستغرق وقتًا أطول في تناول الطعام.. هو غارق في أحلام اليقظة معظم الوقت.. يجب أن نقوم بتنبيههم أثناء تناول الطعام كل خمس دقائق أنه مر من الوقت كذا إلى جانب تشغيل صوت مثل الموسيقى أو التلفاز لفترة مؤقتة حتي تتحسن حالته.
التدخل السلوكي للمشاكل الحسية
– من الممكن أن نجعل الطفل يشاركنا إعداد الطعام بدايًة من شرائه.. فنجعله يختار معنا الخضروات ويحمل الثمار ويضعها داخل الحقيبة.. وأن نطلب منه أن يحضِر لنا الخضروات والفاكهة من الثلاجة، بهذه الطريقة يعتاد الطفل على ملمس ورائحة وشكل الأطعمة.
– ثم نأتي لخطوة تحضير الوجبة فنجعل الطفل يقوم بطحن الطعام باستخدام الخلاط وبمساعدتنا، أو تقليب السلطة مثلًا وإضافة التتبيلة، أو تقطيع الطماطم والخيار، في حالة لم يستطع الطفل لمسهم من الممكن أن نجعله يرتدى قفازًا بلاستيكيًا مثلًا أو يمسك بملعقة خشبية يقلّب بها.. وبالتدريج سوف يعتاد على التعامل المباشر وتقل حساسيته الزائدة للأنواع التى لا يحبها.
– نحدثه عن خواص الأطعمة أولًا قبل أن نعرض عليه أن يأكلها والهدف من ذلك تقليل حساسية الطفل تجاه هذه الأصناف من الطعام.
– نضع قطعة من القماش أو طبق فارغ ونخبره أن الطعام الذي لا يريده يمكنه وضعه عليها إذا لم يعجبه.. نجاح هذه الخطوة يتمثل في مجرد لمس الطعام الذي لا يحبه وهذا يعتبر خطوة للأمام.. وبالوقت يصبح قد إعتاد على شكله أمامه أثناء الأكل حتي المحاولة رقم عشرون.
– السماح للطفل بأن يلعب بالأكل الذي لا يحبه ويكون منه أشكال، حتى إذا وضع الصلصة على وجهه.. اسمحى بالفوضى فى هذه الحالة وسوف تصبح مرحلة انتقالية جديدة حتى يعتاد على الطعام الذي لا يحبه.
– نستخدم الأكل فى الرسم والتلوين مثل الجبنة أو الصلصة.. نرسم على الخبز أو نستخدم الأوريو فى رسم الوجوه.
– استخدام صور للأطعمة لتلوينها.
– اللعب بألعاب المطبخ البلاستيكية وألعاب الفواكه والخضروات ونطعمها للدُمى والعرائس الخاصة بالطفل.
-يستفيد هؤلاء الاطفال ايضا من سلسلة الغذاء
(food chaining)الذي سنقدم له شرحًا مفصلًا في مقال منفصل
ما الفرق بين المشاكل الحسية وحالة نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD؟
في حالة ADHD الطفل يكون مندفعًا أكثر ومشكلته اجتماعية في الأساس وليست متعلقة بحواسه
يشترك كلاهما في طريقة رد الفعل لكن الأطفال ذوي المشاكل الحسية لا تتأقلم بالوقت بينما أطفال ADHD من الممكن أن يتأقلموا بالوقت.