كيف تخرج أفضل ما في طفلك؟

16 نصيحة موجهة للأبوين من مدرسي الحضانات
قام خمسة معلمين بإجمالي تسعين عامًا من الخبرة في مجال التدريس للأطفال في مرحلة الروضة (الحضانة) بتقديم نصائح لآباء الأطفال في المرحلة العمرية ما بين عامين إلى خمسة أعوام..
تقول إحدى الأمهات “أشعر بالقلق حيال ابنتي، ألاحظ أن لها شخصيتين مختلفتين: أثناء تواجدها في المدرسة تقوم بترتيب الألعاب بعد الانتهاء من اللعب وترتدي حذاءها بنفسها كما تذهب إلى دورة المياه دون الحاجة إلى مساعدة.. أما في المنزل فهى لا تريد ترتيب أي شئ وتصر على أن أرافقها إلى دورة المياه عندما تريد قضاء حاجتها كما تطلب مني أحيانًا أن أطعمها بالملعقة، من المؤكد أن معلمتها تعلم شيئًا لا أعلمه!! لماذا تبدو ابنتي من وجهة نظر الآخرين أفضل مما تبدو لي؟!”.
والإجابة بكل بساطة هى أن ابنتك تختبر حدودها معك وذلك لثقتها في أن حبك لها غير مشروط وغير مرتبط بأفعالها.. لكن هذا لا ينفي قدرتك على اتباع بعض الاستيراتيجيات التي يعتمدها المربيون في الحضانات حتى تخرجي أفضل ما في صغيرتك.
نقسم الأهداف المنشودة من نصائحنا إلى ثلاثة أقسام:
- تعويد الطفل الاعتماد على نفسه
- كسب تعاونهم
- فرض النظام بفاعلية وحزم
أولًا: تعويد الطفل الاعتماد على نفسه
بينما يحتاج الأطفال في سن الثالثة والرابعة إلى مساعدة الأبوين إلا أن القائمين على العمل بالحضانات يرون أن باستطاعة هؤلاء الصغار فعل أكثر مما نتصور.. اكتشفي كيف يمكن تشجيعهم:
- توقع المزيد: بعض الآباء والأمهات يرفعون (أو يخفضون) سقف توقعاتهم.. تقول إحدى المشتغلات في هذا المجال أنه يُنتظر من الأطفال أثناء تواجدهم في الحضانة أن يصبوا الماء في الكوب أثناء تناول وجبتهم، وأن يغلقوا علب وجباتهم بعد الأكل ويضعوها في حقائبهم، وأن يقوموا بتعليق الجواكت الخاصة بهم في أماكنها.. وهذا ينفذونه بالفعل.. لكنهم بمجرد انتهاء اليوم الدراسي يعودون إلى وضع أصابعهم في فمهم ويصعدون للركوب في عربات الأطفال. ارفع سقف توقعاتك وسوف يتأقلم طفلك حتى يفي بها.
- قاوم رغبتك في مساعدتهم بما يستطيعون القيام به: بينما إنجازك للأمر بنفسك يكون أسرع وأسهل لكنه لن يعلم طفلك الاعتماد على نفسه.. إليك نصيحة سريعة: خاطب فيه حس الفخر بنفسه، فعندما تحاول إقناعه بارتداء الملابس أو المعطف مثلًا، أو الجلوس إلى المائدة لتناول الطعام اسأله: هل تحتاج مساعدة أم أنك تستطيع فعل ذلك بمفردك؟ هذه الكلمات لها مفعول السحر فالأطفال دائما يحبون إنجاز الأمر بمفردهم.
- لا تحاول تعديل ما أنجزوه بالفعل: بمعنى أنه إذا قام طفلك بترتيب سريره بمفرده لا تحاول إعادة ترتيبه لمزيد من الإتقان.. إذا ارتدت طفلتك قميصًا مخططًا مع تنورة منقطة فقط امتدح اختيارها.. لا تصلح ما أنجزه الطفل إلا في حالة الضرورة القصوى حتى لا يصاب الطفل بالإحباط.
- اتركهم يحلوا المشكلات البسيطة: إذا رأيت طفلك يقوم بتركيب لعبة أو يحاول أخذ كتاب من على رف يستطيع الوصول إليه فلا تبادر بتقديم المساعدة، طالما أنه لا يوجد ما يشكل خطرًا عليهم فهذه هى اللحظات التي تتشكل فيها شخصية الصغار.. من الطبيعي أنك تريد إتمام كل شئ بطريقة مثالية لكن بذلك تحرمهم من فرصة الشعور بالنجاح.
- كلفهم ببعض أعمال المنزل: إن تكليف الصغار بمهمات ثابتة وبسيطة سوف يكسبهم الثقة.. الطفل الذي يُعتمد عليه في ري النبات وتفريغ محتوى غسالة الأطباق في الأغلب يؤمن بقدراته على ارتداء ملابسه بنفسه وترتيب غرفته، فقط احرص على أن تكون المهمة التي تكلفه بها حقيقية وليست مجرد إشغالًا له فالصغار في سن الحضانة يعرفون الفارق بين كليهما، إن الهدف هو أن يشعر طفلك بأنه يستطيع وأنه عضو فاعل في الأسرة.
ثانيًا: كسب تعاونهم:
إذا ذهبت إلى أي من دور الحضانة فستجد الأطفال يجلسون بهدوء في دائرة، يرتبون أنفسهم في طابور بنظام، يرفعون أيديهم للتحدث، يمررون إلى بعضهم المناديل الورقية أو الأقلام.. السؤال هو كيف ينجح المعلمون في جعل عدد كبير من الأطفال دون الرابعة من العمر يتعاونون سويًا بسعادة وترحاب؟ أوضح الكثير منهم النصائح التالية:
- المدح عامل أساسي خاصة إذا كان الصغير لم يتعود بعد على التعاون.. حاول التقاط التصرفات الحميدة التي يقوم بها وامدحها، فهم يميلون إلى تكرار كل ما يشد الانتباه.
- احرص على وضع روتين ثابت: يتعاون الصغار في الحضانة لأنهم يتوقعون ما هو مطلوب منهم وذلك لأنهم يميلون في الأساس لاتباع نفس العادات يومًا بعد يوم فهم يتعلمون خلال فترة قصيرة ما يفترض أن يقوموا به ولا يحتاجون إلى التذكير به. في المنزل بالطبع لا يوجد نفس الروتين المدرسي لكن بالإصرار والاستمرار سيكتسب صغيرك مهارة التعاون في المنزل. حدد بعض العادات وداوم على ممارستها مثل: تغيير كل فرد ملابسه قبل الإفطار، غسل الأيدي بعد العودة إلى المنزل، حكايات قبل النوم تكون فقط بعد ارتداء الجميع ملابس النوم.. خلال وقت قصير سوف تصبح هذه “القواعد المنزلية” من طباع طفلك المكتسبة.
- حاول تسهيل الأمر: إذا رفض طفلك إتمام عمل معين قم بتحويله إلى لعبة، فمن الأدوات الفعالة التي كثيرًا ما ينساها الأبوان في وقت الحاجة: الألعاب وحس الفكاهة. تقول إحدى الأمهات “عندما كان ابني في الثالثة من العمر كنت أقنعه بارتداء حذائه في الصباح عن طريق لعبة محل الأحذية، فكنت أقول له مرحبًا في محل السيدة أمي للأحذية، لديّ اليوم زوج رائع من الأحذية ستحب تجربته.. وكنت أغير صوتي لأتحدث بنبرة مضحكة وكان ابني يحب ذلك كثيرًا.. كانت هذه استيراتيجية ناجحة مع ابني البالغ من العمر الآن 13 عام، والآن استخدم نفس الحيلة مع صغيرتي عندما لا تريد أن تفتح فمها لغسيل أسنانها، فنلعب لعبة: هيا نخمن ماذا أكلنا اليوم!! فتقوم بفتح فمها على الفور لأغسل لها أسنانها وأبحث فيه عن بقايا الكورن فليكس أو الفراولة أو الجبن.
- التنبيه على الطفل قبل وقت الانتقال من نشاط لآخر: بمعنى أنه إذا كان الطفل يتذمر مثلًا عندما يحين وقت الطعام وتطلبين منه التوقف عن مشاهدة التلفاز، أو عند مغادرة منزل أحد الأصدقاء فقد يكون السبب هو أنك لا تخبرين ابنك قبلها بوقت كافٍ.. في المدرسة يعلن المربي عن انتهاء الوقت المخصص للنشاط أو للوجبة قبلها بمدة كافية فيكون بإمكان كل منهم إنهاء أي شئ يفعلونه.. في حالة الخروج من المنزل قومي بتنبيه أولادك قبلها ب خمسة عشر دقيقة، بحيث يتبقى لديهم خمس دقائق للانتهاء من اللعب وعشر دقائق لترتيب الألعاب، يمكنك الاستعانة في ذلك بساعة توقيت (تايمر) تنبههم لانتهاء المدة.
- استخدم نظام الاستيكرز والمكافآت بحكمة شديدة: فإذا كان الصغير يعمل دائمًا من أجل الحصول على مكافأة فلن يتعلم الأسباب الحقيقية وراء فعل الأشياء.. لذا يجب الاحتفاظ بالمكافآت من أجل الأفعال المحدودة فقط مثل التمرين على استعمال دورة المياه، وتجنب تقديمها في الأعمال اليومية المعتادة مثل ارتداء الملابس أو غسل الأسنان.
- لا تقل “لو”: في حالة قلت لابنك البالغ من العمر ثلاثة أعوام “لو رتبت ألعابك سنخرج في نزهة” فهذه الجملة تحتوي على فرضية عدم قيامه بترتيب ألعابه.. بل استخدم لغة تحثه على التعاون مثل: عندما تنتهي من ترتيب ألعابك سنخرج في نزهة”.
- الأولوية للعب: يؤكد مدرسو الحضانات مرارًا وتكرارًا أن أطفال اليوم أقل قدرة على اللعب باستخدام الخيال ممن كانوا في عمرهم منذ عقدٍ أو عقدين من الزمان، لأنه في أغلب أوقاتهم يتم التخطيط لما يمارسونه من أنشطة.. لذلك ينصح بتوجيه الصغار إلى اللعب بمفردهم.. فليس من واجبك التأكد أن طفلك يستمتع بوقته 24 ساعة لمدة سبعة أيام في الأسبوع، اتركيه ليشعر بالملل قليلًا، فقط تأكدي أن لديه بعض الألعاب مثل الصلصال، تلبيس الدُمى، أوراق وألوان.
- شجع روح التعاون: إذا تشاجر طفلك على لعبة مع طفل آخر، اضبط ساعة مؤقتة (تايمر) لمدة خمس دقائق بحيث يلعب أحدهما باللعبة ويتبادلانها بمجرد سماع الصفارة.
ثالثًا: فرض النظام بفاعلية وحزم
من المثير للدهشة أن أغلب الآباء والأمهات يلجأون بكثرة إلى استخدام عقاب الوقت المقتطع (تايم أوت) لكن لابد أن هناك بدائل له من وجهة نظر المربيين..
- التشتيت: إذا قامت الطفلة بالقفز على الأريكة أو الشجار مع أختها من أجل للحصول على الدمية الخاصة بها، ينبغي تشتيتها بدلًا من معاقبتها، اسألها إذا كانت تُفضل رسم صورة أو قراءة قصة قصيرة مع أختها.
- أشركه في تصحيح أخطائه: إذا قام الصغير بالرسم والتلوين على الجدران ساعده في التنظيف، إذا كسر برج المكعبات الذي بناه أخوه أو أحد زملائه اطلب منه أن يساعده في إعادة بنائه.
- لا تؤجل تطبيق النظام المتبع في التربية: إذا تعيّن عليك توجيه طفلك أو تعنيفه افعل ذلك عندما ترى طفلك يخطئ، لا تخبره أنك سوف تعنّفه بعد العودة للمنزل لأنه وقت العودة للمنزل سيكون الصغير قد نسي الموقف، ولنفس السبب ليس من الصواب إلغاء الرحلة المخطط القيام بها في يوم السبت إلى حديقة الحيوان لعقاب الطفل على نوبة الغضب التي سيطرت عليه في يوم الأربعاء، فهذا لن يمنع حدوث أي أخطاء فيما بعد وسوف يبدو الأمر كعقاب عشوائي غير مُبرر من وجهة نظر صغيرك.
Very good knowledge